من: محمود جمال
توالت البيانات الرسمية منذ منتصف الشهر الماضي التي تؤكد السعي لإتمام عملية الاندماج المحتمل بين شركة أرابتك المدرجة في سوق دبي المالي، وشركة تروجان القابضة في وقت حاسم يمر به قطاع التطوير العقاري بالدولة ككل وسط مرور الوحدات السكنية بمرحلة تصحيح سعري مع زيادة العرض وقلة الطلب.
ومطلع الأسبوع الماضي، فوضت كل من شركة أرابتك القابضة ومجموعة تروجان القابضة بنك يو.بي.إس السويسري، وشعاع كابيتال المدرجة بسوق دبي، كمستشارين بشأن اندماج محتمل بين شركتي البناء الإماراتيين.
وخلال سبتمبر/أيلول الماضي، قالت شركة أرابتك، التي أسهمت في تشييد متحف اللوفر أبوظبي، إن الشركتين "بدأتا عملية مراجعة لإمكانية الجمع بين أنشطتهما للتشييد".
وبدأت المناقشات الأسبوع الماضي، وفي حالة نجاح المفاوضات ستباشر الشركتان التدابير اللازمة وكذلك العملية الواجب اتباعها لدمج محتمل.
الوقت المناسب
وقال خبراء لـ"مباشر" إن الوقت أصبح مناسباً لانطلاق عمليات الاندماجات بين شركات العقار مع هبوط الأسعار بشكل حاد وتسارع الجهود الحكومية في دفع القطاع للأمام ووضعه على الطريق الصحيح.
وقال المحلل المالي عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية لـ"مباشر" إن الهدف الأساسي من هذا الاندماج أو الاستحواذ هو تخفيض التكاليف بالدرجة الأولى.
وأوضح وضاح الطه، أن هذه العملية في ذلك القطاع العقاري تأتي في وقت مناسب والذي يعاني فيه ذلك القطاع من إفراط في انجاز المشاريع خلال 2019 مما يزيد من المعروض من الوحدات ويزيد أيضاً من التحديات في هذا المجال في مقابل قلة الطلب.
وبين أن من فوائد الاندماج المحتمل بين تلك الشركتين التكامل الجغرافي بالنشاط العقاري بين الشركتين مما يزيد من فرص الحصول على عقود أعمال جديدة، ويزيد من كفاءة العمليات التشغيلية لديهما.
وأشار إلى أن التحديات الرئيسية بالقطاع تبقى قوية بسبب المنافسة الحادة بسبب ارتفاع تكاليف العقود وقلة نسبة صافي الربح إلى المبيعات التي أصبحت متدنية، وبالتالي تصبح الشركات غير قادرة على توزيعات نقدية مجزية.
وأوضح أن من مزايا هذا الاندماج المحتمل أن شركة تروجان القابضة تبقى قوية في مناطق لا تتواجد فيها شركة أرابتك ومثال على ذلك منطقة العين بأبوظبي والتي تشتهر فيها مشاريع "تروجان".
وتتولى "تروجان القابضة" عقوداً ضخمة لشركات عاملة في مجال التطوير العقاري، ومن ضمنها شركتا الدار العقارية وإعمار العقارية ونخيل العقارية المملوكة لحكومة دبي.
تضم العديد من الشركات الرائدة في الصناعة: (تروجان للمقاولات العامة ذ.م.م.- الوطنية للمشروعات والانشاءات - رويال ادفانس الكهروميكانيكية ذ م م - مصنع ريم الإمارات للألمنيوم والزجاج ذ.م.م. - مصنع هاي تك للأعمال الخرسانية الجاهزة ..
كما تتضمن شركات مثل (المها للصناعات المعيارية - دجاج العجبان - مصنع فينيكس للأخشاب - ريم للخرسانة الجاهزة).
في تاريخها، نفذت تلك الشركات التابعة لتروجان أكثر من 100 عقد من جميع الأحجام في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة ودولياً.
يعد عام 2012.. بداية تروجان حيث تم إنشاء متجر واحد فقط، برؤية أن تكون واحدة من أفضل خمس مجموعات بناء في المنطقة، واليوم أصبح لديها العديد من الشركات التابعة لها.
ومن المعروف أن "أرابتك" هي أكبر شركة مقاولات في دولة الإمارات وتم إدراجها في السوق المالي عام 2005 كأول شركة إنشاءات خاصة تتحول إلى شركة مساهمة عامة.
خطوة استراتيجية
وعن الحديث عن الاندماج بين الشركتين، قال الخبير الاقتصادي علي الحمودي، إن التحرك من كبرى الشركات التي تتخصص بمجال التطوير العقاري بالدولة للاندماج خطوة استراتيجية ستعزز من استقرار السوق العقاري وقدرات تلك الشركات التنافسية.
وأشار إلى أن قيام تلك الشركات ستساعدها على تنويع نشاطاتها الاقتصادية وتوزعها الجغرافي وسيساعدها في تقليل الآثار السلبية الناتجة عن أي هزات مالية وتحديات القطاع ككل.
ولفت إلى أن إعادة هيكلة تلك الشركات سيكون عاملاً مساعداً في تطور النهضة الاقتصادية التي تشهدها الدولة، خصوصاً في ظل المنافسة الخارجية الشرسة.
وأكد أن تلك الاندماجات ستحدث نقلة نوعية كبرى بالقطاع، ورجح أن تجد تلك العمليات نجاحاً بين شركات العقار وسط تزايد قوة الأوضاع الاقتصادية في البلاد، واقتراب الحدث الضخم إكسبو 2020.
وسيُقام معرض إكسبو 2020 في دبي على مدى 6 أشهر خلال الفترة الممتدة بين 20 أكتوبر 2020 إلى 10 أبريل 2021.
ووفقاً لإحصائيات "مباشر" فإن قائمة شركات التطوير العقاري بالدولة تتضمن 9 شركات هي: "إعمار العقارية، وإعمار للتطوير، والدار العقارية، وداماك العقارية، والاتحاد العقارية، وديار للتطوير، ورأس الخيمة العقارية، وإشراق العقارية، ومجموعة الشارقة".
وأكد علي الحمودي أن كل تجارب بقطاعي العقار والبنوك في مثل تلك العمليات في الأعوام الماضية كانت ناجحة بشكل كبير، وفي عام 2009 شهد القطاع العقاري اندماج شركة "إعمار" ووحدات دبي القابضة مما خلق كياناً بقيمة 53 مليار دولار.
وفي يناير/كانون الثاني عام 2013، أعلن سوق أبوظبي للأوراق المالية عن تنفيذ عملية دمج شركتي الدار وصروح العقاريتين، بشركة واحدة بقيمة تزيد عن 12.7 مليار دولار.
وخلال السنوات الأخيرة شهد قطاع البنوك الإماراتي، اندماجات ناجحة نتج عنها تشكيل أكبر بنك في الدولة، وأحد أكبر بنوك المنطقة وهو بنك أبوظبي الأول، الناتج عن اندماج بنكي "أبوظبي الوطني"، و"الخليج الأول"، وكان قبله اندماج بنكي "الإمارات" و"دبي الوطني" الذي شكّل ثاني أكبر بنك في الدولة.
ترشحيات: